[معلومات العضو TINA شخصيات الواحة المميزة جوهرة الواحة]

مقرر السداسي الأول

· مدخل
· ابن خلدون ونبوغه في تأسيس علم العمران وتحديد حقوله.
· مفهوم علم الاجتماع وموضوعه.
· أوغست كونت وأقسام علم الاجتماع.
· إميل دوركايم وحقول علم الاجتماع.
· أسس تبويب حقول علم الاجتماع.
· حقول علم الاجتماع (علم الاجتماع الديني، القانوني، الاقتصادي...)

ابن خلدون وميادين علم العمران :
حقيقة علم العمران الخلدوني :

اتجه ابن خلدون في أبحاثه ودراساته إلى نوعين من البحوث :
1. تتمثل الأولى في بحوث الاجتماع الانساني وما يتعلق بشؤون العمران وطبائعه، وقد تطرق إلى هذه الموضوعات في كتابه المعروف باسم المقدمة ففي ظل البحث الطويل لابن خلدون لشؤون الاجتماع الإنساني أسس علمه الجديد ولم يسبقه إليه أحد من قبل، ولعل من أبرز ما انتهى إليه هو خضوع الظواهر الاجتماعية لقوانين ثابتة مطلقة، مثلها في ذلك مثل القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية. فلما كانت ظواهر الكون تخضع لقوانين معينة والظواهر الطبيعية هي الأخرى جزء من الظواهر الكونية وتسير وفق قوانين معينة فإن النتيجة الحتمية لذلك هي خضوع ظواهر الاجتماع الإنساني إلى قوانين تحكمها وتسير بمقتضاها، ولا تسير حسب الأهواء والمصادفات. ومن هنا دخلت ظواهر الاجتماع حقل العلوم الوضعية بعدما كانت خارجها بقرون مضت.
2. أما النوع الثاني من الأبحاث التي اتجه إليها ابن خلدون فتتمثل في بحوث التاريخ التي اقتفى فيها التقصي في تاريخ الأمم العربية والبربرية.
يبدو أن هناك وجهة أخرى في دراسة الظواهر الاجتماعية لم ينتبه إليها المؤرخون قبل ابن خلدون وهي أن تدرس الظواهر الاجتماعية لا لمجرد الوصف أو الدعوة إليها أو لبيان ما هي عليه أو ما ينبغي أن تكون عليه، وإنما دراسة الظواهر وتحليلها بشكل يؤدي إلى الكشف عن القوانين التي تخضع لها.
من هذا المنطلق اتضحت معالم العلم الجديد وقد سماه : علم العمران البشري أو الاجتماع الإنساني وهو العلم الذي يسمى اليوم السوسيولوجيا.

مفهوم علم العمران عند ابن خلدون :

عرف ابن خلدون علم العمران بأنه العلم الذي يدرس المجتمع وما يلحقه من عوارض (أي قوانين).

أقسام الظواهر الاجتماعية :

لقد قسم ابن خلدون الظواهر الاجتماعية إلى ثلاثة طوائف هي :
‌أ. من حيث الوظيفة: أي من حيث الأغراض التي ترمي إليها والنواحي التي تقوم بتنظيمها وهنا نجد الأنواع التالية :
1. النظام العائلي : تتعلق بشؤون الأسرة والعلاقات التي تحكم بين أفرادها إضافة إلى حقوق كل واحد منهم وواجباته وإلى غير ذلك من مسائل الزواج والطلاق والقرابة والميراث Üعلم الاجتماع العائلي.
2. النظم السياسية: وهي النظم التي تتعلق بشؤون الحكم في الدولة والتنسيق بين السلطات لتحديد مهام كل سلطة وعلاقاتها بالسلطات الأخرى وما يتعلق بكل واحد من حقوق وواجبات Üعلم الاجتماع السياسي.
3. النظم الاقتصادية: تهتم بشؤون الثروة في المجتمع وما يتعلق بكيفية وطريقة إنتاجها وتداولها وتوزيعها واستهلاكها Üعلم الاجتماع الاقتصادي.
4. النظم القضائية: تهتم بشؤون التقاضي Üعلم الاجتماع القانوني أو القضائي.
5. النظم الأخلاقية: وتعنى بالتمييز بين الفضيلة والرذيلة والخير والشر والأخلاق والآداب العامة Üعلم الاجتماع الأخلاقي.
6. النظم الدينية: تتعلق بالعقائد وفهم العالم القدسي وما تتضمنه الديانة من تعاليم وقواعد وأعراف Üعلم الاجتماع الديني.
7. النظم اللغوية: وتعنى بطريقة التفاهم بين الأفراد ولغة الاتصال وأساليب التفاعل الاجتماعي ونقل الأفكار Üعلم الاجتماع اللغوي.
8. النظم التربوية: تتعلق بالطرق التي يستخدمها المجتمع في تكوين الجيل الناشئ وإعداده للحياة المستقبلية Üعلم الاجتماع التربوي.
9. النظم الجمالية: النظم لتي يرسمها المجتمع في شؤون الجمال ومظاهر الفن (الشعر، الأدب، الغناء، النحت، التصوير Üعلم الاجتماع الجمالي.
‌ب. من حيث التفكير والعمل:
1. قواعد تشرف على التفكير الإنساني: ينبغي على المجتمع تحديد القوالب التي ينبغي على الأفراد أن يوجهوا تفكيرهم نحوها، كالقاعدة الإسلامية التي توجب على كل مسلم أن يعرف الله، والقاعدة التي تلزم المسلم بقول الصدق.
2. قواعد تشرف على العمل الإنساني: كالقاعدة التي توجب على المسلم القيام بالصلاة والصوم.
‌ج. من حيث الاستقرار والتطور
يبدو من خلال العرض السابق لأنواع المظاهر الاجتماعية أن ابن خلدون كانت له رؤية واضحة على اتساع مجال الظواهر الاجتماعية، ومن ثم فإن علم العمران الخلدوني ينبغي عليه أن يقوم بدراسة كل طائفة من الطوائف السابقة، ولعل هذا التقسيم هو الذي استلهم منه الرواد الذين جاؤوا من بعد ابن خلدون فروع علم الاجتماع وميادينه، وهاهي أبواب المقدمة تعطينا فكرة واضحة عن المسائل التي ينبغي على علم العمران أن يهتم بها.

أبواب المقدمة :

· البـــــاب الأول: العمران البشري على الجملة وأصنافه وقسطه من الأرض.
· الباب الثانــــي: العمران البدوي وذكر القبائل والأمم الوحشية.
· الباب الثــــالث: الدولة والخلافة والملك وذكر المراتب السلطانية.
· الباب الرابــــع: العمران الحضري والبلدان والأمصار.
· الباب الخامس: الصنائع والمعاش والكسب ووجوده.
· الباب السادس: العلوم واكتسابها وتعلمها.
ويقابل هذه المسائل الكبرى في علم الاجتماع في العصر الحديث بعض فروع علم الاجتماع العام وهي :
علم الإيكولوجيا : يهتم بدراسة البيئة الجغرافية على الإنسان وطريقة تكيف الإنسان مع البيئة Üالباب الأول

علم المجتمعات البسيطة (علم الاجتماع البدوي أو الريفي) فالحياة في المجتمعات البسيطة غير معقدة النسيج الاجتماعي نظرا لقلة عدد الأفراد وقلة مطالبهم واقتصارها على الضروريات من الحياة وتتميز بشدة الضبط الاجتماعي ومكانة العلاقات الاجتماعية Üالباب الثاني
علم الاجتماع السياسي : يتناول كيفية تكوين الدولة والملك ومدى أهمية العصبية سواء كانت هذه العصبية مبنية على صلة الدم أو المصاهرة أو الجوار أو الولاء... كما يتناول الاجتماع السياسي السلطة والدولة في النظام السياسي، كما ركز ابن خلدون في هذا الجانب على ظلم الحاكم للرعية وأثر ذلك على ازدهار الدولة وسقوطها.Üالباب الثالث
علم الاجتماع الحضري : أو علم اجتماع المدينة ويتناول هذا الفرع البلدان والأمصار والدول وسائر العمران وما يتصل بذلك من ظواهر اجتماعية ولعل أبرز نقطة في هذا الموضوع هي تلك الشروط التي يمكن مراعاتها في شأن المدينة وطبيعة الحياة الاجتماعية فيها ومطالب سكانها وسماتهم الخلقية وعلاقة التوسع في المدن وتخصص بعض المدن في صناعات معينة وقيامها بوظائف معينة Üالباب الرابع
علم الاجتماع الاقتصادي وعلم الاجتماع الصناعي : وقد قسمه ابن خلدون إلى قسمين :
القسم الأول يتناول حقيقة الكسب والرزق والمعاش فبين أن الكسب هو قيمة الأعمال البشرية وقد كانت أعماله هذه إرهاصات لظهور نظرية القيمة الحديثة.
القسم الثاني : يتناول علم الاجتماع الصناعي في أن الصنائع لا بد لها من العلم ، وهنا يربط ابن خلدون في بين كمال الصناعة وكمال العمران الحضري.Üالباب الخامس
علم الاجتماع المعرفة : يتضمن العلوم وأصنافها والتعليم ومختلف طرقه وأساليبه والظواهر الاجتماعية المرتبطة به ويتناول ابن خلدون في هذا الباب الفكر الإنساني وأثره علة المجتمع Üالباب السادس
ومن وجهة نظر مصطفى الخشاب يرى بأن الموضوعات الخاصة بعلم العمران تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : بحوث تتعلق ببنية المجتمع وتتناول دراسة الظواهر المتصلة بالبدو والحضر وأصول المدنيات القديمة وتوزيع أفراد المجتمع على المساحة والهجرة والكثافة السكانية والتخطيط.
القسم الثاني : يتعلق بدراسة النظم العمرانية والظواهر الاقتصادية والتربوية والعائلية واللغوية والجمالية والدينية وظواهر أخرى تتعلق بالسحر والشعوذة...

مفهوم علم الاجتماع وموضوعه
مفهوم علم الاجتماع :

لقد تنوعت المدارس الفكرية واختلفت حول تعريف جامع مانع لعلم الاجتماع شأنه بذلك شأن العلوم الاجتماعية الأخرى، وبشكل عام توجد عدة تعريفات لعلم الاجتماع تعددت بتعدد علماء الاجتماع ذاتهم ويمكن ذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر
· يرى دوركايم أن علم الاجتماع له من الفروع بقدر التنوعات الموجودة في الظاهرة الاجتماعية ومع هذا الإلحاح في التقسيمات الفرعية للعلم فإنه كان يصف علم الاجتماع بأنه علم دراسة المجتمعات .
· ويتفق هذا التعريف مع التعريف الذي قدمه هنري جيدنز الذي يعرف علم الاجتماع بأنه علم دراسة المجتمع.
· ويتفق أيضا مع تعريف لستروارد الذي عرف علم الاجتماع بأنه علم دراسة المجتمع.
· ويعرفه ماكس فيبر بأنه العلم الذي يهتم بفهم التفسير للفعل الاجتماعي مع الشرح السببي لحدوثه ونتائجه.
· ويعرفه إدوارد روس بعلم الظواهر الاجتماعية.
· ويعرفه سمول بأنه علم العملية الاجتماعية.
· كما عرفه البعض الآخر بأنه العلم الذي يهتم بدراسة التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية

موضوع علم الاجتماع :

· عند ابن خلدون : موضوع علم الاجتماع عنده هو الاجتماع الإنساني أو المجتمع البشري أو واقعات العمران البشري، وفي الحقيقة لم يرد في المقدمة أي تعريف للظواهر الاجتماعية، وإنما اكتفى صاحبها بتبيان خصائصها وما يميزها عما عداها، ولم يعن بما عني به بعض علماء الاجتماع المحدثين من أمثال إميل دوركايم وإنما اكتفى بالتمثيل لها فقط حيث يقول : اعلم أنه لما كانت حقيقة التاريخ أنه خبر عن الاجتماع الانساني الذي هو عمران العالم وما يعرض في طبيعة ذلك العمران من الأحوال مثل التوحش والتأنس العصبيات، وأصناف التغلبات البشر بعضهم على بعض وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول ومراتبها وما يمتحنه البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع وسائر ما يحدث"
· يذكر إميل دوركايم أنه يجب على علم الاجتماع أن يختص في طائفة واسعة من النظم والعمليات الاجتماعية وحسب رأيه فإن موضوع علم الاجتماع هو دراسة الحقائق الاجتماعية والحقيقة هي أي حادثة مرتبطة بالمجتمع أو لها بعض الروابط الاجتماعية بالمجتمع.
· أما ماكس فيبر فقد بين أن موضوع علم الاجتماع الرئيسي هو دراسة الفعل الاجتماعي.

علم الاجتماع الصناعي :

لقد أحدثت الصناعة تغيرات مهمة في المجتمعات الإنسانية وفي المجالات المختلفة وذلك منذ بداية الثورة الصناعية، وظهرت هذه التغيرات في المجتمعات الصناعية بالدرجة الأولى.
فلقد أوجدت الصناعة ظواهر مختلفة لم يألفها المجتمع الإنساني من ذي قبل، فلقد نشأت التجمعات العمالية وظهرت مشكلات بين العمال وأصحاب العمل وقد امتد تأثير الصناعة إلى المجتمع، إذ أحدث تغيرات جذرية جوهرية على البناء الاجتماعي للمجتمع، وفي العاقات وفي التكوين الطبقي وفي القيم والأدوار، كما ظهرت مشكلات مرتبطة بالتصنيع ، ولما كان علم الاجتماع يتخذ من الظواهر الاجتماعية موضوعا للدراسة والتحليل، كان لا بد من ظهور فرع خاص يضطلع بدراسة أثر الصناعة على المجتمع، فجاء هذا العلم وهو علم الاجتماع الصناعي الذي يختص بدراسة تلك الظواهر.

مفهوم علم الاجتماع الصناعي :

يعتبر علم الاجتماع الصناعي فرع من علم الاجتماع، وقد نشأ في الثلث الأول من القرن العشرين، وقد اختلف العلماء في تسميته فأطلق عليه العلماء الأنجلو-أمريكان علم الاجتماع الصناعي، باعتباره موضوعا يقتصر على العمل الصناعي أو دراسة المصنع كنسق اجتماعي، في حين يفضل العلماء الفرنسيون اصطلاح علم اجتماع العمل، لأن موضوعه لا يقتصر على ظواهر اجتماعية داخل المصنع وإنما يتعد إلى كل عمل يقوم به الإنسان في مجال الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات. ويفضل كل من ميلر وفورم استخدام مصطلح علم اجتماع التنظيم والعمل.
وقد عرف هذا العلم بتعاريف متعددة نذكر من بينها :
هو العلم الذي يدرس العلاقات الاجتماعية داخل المصنع، إلى جانب دراسة التأثير المتبادل بين الصناعة والمجتمع المحلي الشامل.
هو العلم الذي يدرس الآثار المتبادلة بين الصناعة والمجتمع.
هو العلم الذي يدرس الطبيعة الاجتماعية للعمل الصناعي، أي دراسة العمل الصناعي والظواهر الاجتماعية من الزاوية الاجتماعية.

نشأة علم الاجتماع الصناعي :

نشأ علم الاجتماع الصناعي متداخلا مع العلوم الاجتماعية الأخرى، ويرجع السبب في نشأته إلى قيام الثورة الثورة الصناعية والنتائج التي ترتبت عنها لا سيما في ظل نظام المصنع والتجمعات العمالية ومشكلات المجتمع... الخ. الأمر الذي أدى إلى ضرورة وجود فرع من علم الاجتماع يختص بدراسة مثل هذه الموضوعات، وبشكل عام يمكن ذكر الأسباب التي أدت إلى نشأة هذا العلم في النقاط التالية :
1. ظهور الأهمية الكبرى للصناعة في المجتمعات الحديثة وتبني عملية التصنيع من أجل التنمية، إضافة إلى غياب مشروعات صناعية تنموية وهذا ما تطلب ضرورة وجود دراسة علمية لعملية التنمية الصناعية.
2. ظهور بعض الظواهر المصاحبة لعملية التصنيع داخل مجتمع المصنع.
3. التقدم العلمي في مجال علم الاجتماع من حيث التخصص والمنهج والموضوع.
4. ظهور أهمية العامل الإنساني في عملية الإنتاج الصناعي.
5. التغيرات الاجتماعية الواسعة التي أحدثتها عملية التصنيع في البناء والنظم الاجتماعية.
6. ظهور مشكلات حديثة مثل الاغتراب، الصراع الصناعي والغياب والتغيب ودوران العمل، تشغيل الأطفال مما تطلب دراسة هذه المشكلات بغية إيجاد حلول لها.
وقد نشأ هذا العلم ومر بثلاث مراحل وتعددت آراء العلماء حول نشأته في شكل اتجاهات وهي :

الاتجاه المادي :

كان العامل في مرحلة الثورة الصناعية يعتبر المصدر الرئيسي في طاقة العمل، ومع اختراع الآلة البخارية وتتابع الاختراعات لم يعد للعامل دور أساسي في العملية الإنتاجية إذ حلت الآلة محله ليصبح دوره ثانويا وتابعا للآلة، وأدرك العمال أنهم آلات بشرية وكانت الإدارة تتعامل معهم على هذا الأساس، وهكذا نظر لاتجاه المادي للعامل كأداة إنتاج، وجاءت تجارب فردريك تايلور لتعزز هذا الاتجاه ، حيث اعتقد أن العمال آلات عضوية قادرة على التوافق مع عملية الإنتاج توافقا تاما.
كان تايلور مهندسا أمريكيا في إحدى الشركات المتخصصة في مواد البناء و الأسلاك المعدنية وكانت هناك بعض المشكلات في هذه الشركة منها انخفاض الإنتاج نظرا لعدم التخطيط السليم للعمل، وحداثة معظم العمال وانحدارهم من أصول ريفية وكانوا يحددون مستويات الإنتاج اعتقادا منهم أن زيادة الإنتاج ستؤدي إلى البطالة، وانطلاقا من هذه المشكلات قام تايلور وأتباعه بمعالجة هذه المشكلات من خلال عدة تجارب.
لقد اعتقدوا بأن الدافع للعمل هو الأجر، أي كلما زاد الأجر زاد الأداء مع تحسين ظروف العمل الفيزيقية ومن ثم ركز تايلور أثناء العمل بمراقبة حركة العمال وسجل العمل اللازم لكل حركة من خلال ضبط الحركات والزمن اللازمين فازدادت الإنتاجية وتعرف هذه الطريقة بالطريقة التايلورية أو نظرية الزمن والحركة أو الإدارة العلمية.
إلا أنه ظهرت مشكلات التعب والإرهاق فبدأ تايلور يبحث في الحركات الزائدة التي تسبب التعب وكانت نتائج هذه التجارب تشير إلى أن زيادة الأجر وتحسين الظروف تؤدي إلى زيادة الإنتاج ورفع المعنويات فربط أجور العمال بنظام الأجر بالقطع، إلا أن أهداف العمال لم تكن متطابقة مع أهداف تايلور، فلم يكن العمال راضين عن العمل.
ويمكن حصر النتائج لعامة التي توصل إليها تايلور فيما يلي :
1. التنظيم الفيزيولوجي لسلوك العمال.
2. استخدام نظرية الزمن والحركة للوصول إلى طريقة مثلى لأداء العمال.
3. وضع نظام الحوافز.
4. تحسين الظروف الفيزيقية
الانتقادات :
تحيز الإدارة لمصلحة العمال.
عدم إشراك العمال والمنظمات العمالية في اتخاذ القرارات الإدارية.
عدم الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية.

الاتجاه النفسي :

حاول هذا الاتجاه تجنب الانتقادات المقدمة إلى الاتجاه التايلوري بتركيزه على العامل التقني، وقد اهتم علماء النفس التجريبي من أمثال وايت و موسو خاصة بعد أن افتتح ويليام فونت في معمله عام 1889 فاهتموا بدراسة المشاكل النفسية للعمال، وقد ركز هذا الاتجاه على الحاجات المادية والنفسية وعلى أهمية دراسة الحاجات الفيزيولوجية والسيكولوجية الناتجة عن القيام بالعمل كما قاموا بدراسة العامل بوصفة وحدة منعزلة وأهملوا بقية الجوانب الاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على الإنتاج والعمال.

الاتجاه الاجتماعي :

نظرا لكون هذا الاتجاه جاء في مرحلة تالية للمرحلتين السابقتين، فقد استفاد من أخطائهما وقد جاء كمحاولة لفهم سلوك العمال واستغرق عدة سنوات ومن أهم الدراسات التي أجريت في هذا المجال ما يلي :
دراسة دوران العمل بمصنع النسيج بفيلادلفيا عام 1923 لمعرفة أسباب دوران العمل، وكانت نتائج هذه الدراسة في البداية غامضة فتم الاعتقاد بأن الظروف الفيزيقية وعامل التعب والمكانة الاجتماعية هي السبب في مشاكل العمال والإنتاج فتم إدخال فترات للراحة فازداد الإنتاج واختفى دوران العمل، ومع إلغاء فترات الراحة وإعادتها كان الإنتاج متذبذبا.
دراسة الإضاءة على عمال شركة ElectronicWestern عام 1924 لمعرفة العلاقة بين الإضاءة وكمية الإنتاج، فتم أخ> مجموعتين إحداهما ضابطة والأخرى تجريبية، فعند زيادة الإضاءة ازداد الإنتاج أيضا فكان هناك تضارب في النتائج.
دراسة مصانع هاوثورن (تجربة غرفة الاختبار) وهو مصنع لأجهزة التلفزيون، إذ كان هذا المصنع يعاني من مشكلات في الإنتاج. أجريت هذه التجربة على عاملات وعلى عدة مراحل، وكانت تطبق فترات للراحة مع تقديم وجبات الإفطار مع تغيير أوقات العمل، فكان الإنتاج يزداد وفي المرحلة الثانية عشر تم إلغاء كل ما سبق أي إعادة نظام العمل السابق فكانت النتيجة ارتفاع مستوى الإنتاج ومعنى ه>ا أن الظروف الفيزيقية هي العوامل الوحيدة المؤثرة على الإنتاج وإنما ارتبطن زيادة الإنتاج بالعلاقات الاجتماعية الطيبة بين العاملات وتم التعبير عن أهمية العلاقات بصراحة من طرف العاملات.
ومن الانتقادات إلى إلتون مايو :
عدم وجود فرضية توجه البحث إضافة إلى ذلك إشراف الإدارة والتوصيات التي كانت تقدمها الإدارة في كل مرة .

مجالات علم الاجتماع الصناعي :

ذهب كل من ميلر و فور في كتابهما : علم الاجتماع الصناعي" بأن هذا العلم يهتم بدراسة ما يلي :
1. التصنيع والمجتمع.
2. التنظيم الرسمي وغير الرسمي.
3. الظروف الفيزيقية ونظام الأجور وعلاقتهما بالإنتاج.
4. الظواهر الاجتماعية مثل : تقسيم العمل، الصراع، الغياب، الرضا الوظيفي،الولاء...الخ.
5. النقابات العمالية.
6. الهجرة الجماعية نحو المدن الصناعية الكبرى.
7. البناء الطبقي للعاملين.

أهمية وأهداف علم الاجتماع الصناعي :

1. تفسير الظواهر الاجتماعية.
2. إيجاد حلول للظواهر الغير سوية في المصنع.
3. توضيح كيفية إدارة المؤسسة وتسييرها وتحسين الإنتاج.
4. معرفة الآثار المتبادلة بين الصناعة والمجتمع.
5. تنظيم سلوك العمال.
6. الكشف عن العلاقة بين الإدارة والعمال
7. تعزيز الروح التعاونية والنقابية بين العمال.

علم الاجتماع التربوي

مفهومه :

هو العلم الذي يدرس أثر العمل التربوي في الحياة الاجتماعية وفي الوقت نفسه يدرس أثر الحياة الاجتماعية في الفعل التربوي. ويعرف أيضا بأنه العلم الذي يدرس الظاهرة التربوية في نواحيها المتعددة وفي إطار تفاعلها مع الواقع الاجتماعي، كما يعرف بأنه العلم الذي يستخدم نظرية علم الاجتماع وميادينه في دراسة قضيا التربية ونظرياتها وممارستها.
مجالاته :
يهتم علم الاجتماع التربوي بمسائل مثل إيصال القيم الاجتماعية والثقافية والتربوية والدينية والوطنية للطفل عن طريق النظام التعليمي كما أنه يدرس المحددات الاجتماعية التي تؤثر في تحديد السياسة التربوية وأهداف النظام التعليمي، وكذلك تأثير المؤسسات الاجتماعية في النظام التعليمي وتأثير العلاقة بين الأسرة والمدرسة في التحصيل المدرسي للطلبة، ودور النظام التعليمي في الحراك الاجتماعي وأثر الأنماط الثقافية السائدة على النظام التعليمي في المدرسة، ودور التوجيه في إعداد الناشئة لسوق العمل، والتحليل الاجتماعي للبناء التربوي والعلاقات السائدة فيه ، ودور النظام المدرسي بصفته أداة للسيطرة الاجتماعية أو الضبط ، وإعادة إنتاج العلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة ودور التربية في عملية التحديث الاجتماعي.
تطوره :
ظهر هذا العلم نتيجة لجملة من الإسهامات الحثيثة التي قدمها العديد من الرواد من أمثال : إميل دوركايم، ماكس فيبر، كارل ماركس. حيث كانت مجهوداتهم بمثابة المقدمات الأولى لولادة علم الاجتماع التربوي، فكتب دوركايم حول التربية والمجتمع وحول التطور التربوي في فرنسا، وأسهم كتاب ماكس فيبر الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية في شرح التطور الاجتماعي الرأسمالي في أوربا الغربية، وعارض ماركس الفكر الفكر الاجتماعي التربوي من خلال شرح تأثير البنية التحتية وأنماط الإنتاج وعلاقاته على البنية الفوقية كالبناء الثقافي والحقوقي للمجتمع والنظام التربوي والمدرسي، ومهد هؤلاء الرواد لتطور علم الاجتماع التربوي، فقد بحث جاكار في كتابه علم الاجتماع التربوي أفكار دوركايم، كما درس كل من جيرارد و باستيد أثر الانتماء الاجتماعي على التحصيل الدراسي. وقام كل من بورديو و باسرون بدراسة حول إعادة الإنتاج حول نظرية النظام التعليمي، وتحدث ريمون بودون على أثر النظام المدرسي في عملية الحراك الاجتماعي 1974 في المجتمعات الصناعية.

منقول للافادة

---

,pr,g ugl hgh[jlhu>