[معلومات العضو «¦[ŁęĩℓăღО]¦» مشرفة سابقة]

استعجلت الرحيل يا ابنتي ....

دخلت الام الى غرفة ابنتها و قد اغرورقت عيناها وهي تنظراليها قائلة : يا ابنتي الم تكتفي من قراءة الكتب بعد ..الم تتعب عيناك من رؤية الكلمات و هي تتراقص امام عينيك العسليتين تجيبها ابنتها و هي مبتسمة : يا امي اتخافين على عيني حتى من قراءة الكلمات؟ فاجابتها امها : يا ابنتي اني احتضنتك بين احشائي تسعة اشهر و انا انتظر بشوق الورود لقطرات المطر رؤية وجهك المستدير كانه بدر في ليلة تمام .. وعندما اشرقت بنور شمسك ظلمات دربي الطويل ضممتك بين ذراعي خفت عليك حتى من النسمات ان تلامس خديك الناعمين ، فردت عليها ابنتها : و لكن دربي طويل و لابد ان امشي فيه ، الدنيا تضيق بجدرانها العارية على انفاسي وروحي تحترق كل يوم لرؤية ارضي الحزينة و هي تناديني ... فردت عليها امها مقاطعة اياها : اعرف بان طريقك مازال طويلا و اعرف سياخذك مني القدر يوما ما .. و لكن ارجوك لا تستعجلي الرحيل و تحرقي ازهارك مبكرة .
يا ابنتي.. مازال الدرب طويلا و خيوط العنكبوت تنسج وحشة الليل في نهارات قلبك الدافئ ، فنهضت ابنتها و هي تلملم بقية اوراقها و تخرج من حجرتها الصغيرة بخطوات هادئة وواثقة متجهة الى الباب الخارجي للمنزل ثم وقفت و اقتربت من امها محدثة اياها بهدوء : يا اماه انا اتخذت طريقي تجاه النور و لن اعود عن قرار خطته لي كل كيانات بلدي فسماؤها تنتظرني و ارضها تستدعيني فاسمحي لي يا اماه ان امضي فانا مذ عرفت اسمي عرفت اين مصيري ، فبكت الام ابنتها و مسحت عن عينيها الدموع وضمتها الى صدرها بقوة كما كانت تفعل و هي طفلة صغيرة و هي تعرف انها هنا وعند هذا المكان وعندما تعانق خيوط الشمس الذهبية تربة الارض ستكون نهاية اللقاء و بانها اخر مرة تضمها فيها فودعت الام ابنتها بكلمات عانقت اغلبها العبرات و هي تحمل بيدها فستان زفافها الفضي المحكوم عليه بالموت قبل ولادته قائلة لها : اني فخورة بك يا ابنتي .. لا تياسي حبيبتي فهنالك من سيكمل مسيرتك نحو النور فاذهبي بسلام يا اطوار ...

---

hsju[gj hgvpdg dh hfkjd