[معلومات العضو coding78]

روايـــــــــــة
''يهودي تمنطيط الأخير''
وتاريخ اليهود في الجزائر

قال أمين الزاوي في معرض حديثه عن آخر إنتاجاته الأدبية وهو ''يهودي تمنطيط الأخير''، أنه كاتب مستفزّ، يحب مواجهة الطابوهات، بل تعريتها؛ لأن الكاتب هو حامل لواء ما أسماه ''التغيير المخيالي''، ولكي يكون في مستوى تحدي أفكار وتقاليد المجتمع، عليه أن يتمتع ''بالجرأة
المؤسسة على العلم والثقافة بكل جوانبها، لأن الكتب الكبيرة هي تلك التي كتبت بجرأة''.
تعتبر الرواية الجديدة، التي يضع الزاوي لمساتها الأخيرة، منعرجا جديدا في كتاباته، وإن كان صاحب رواية ''غرفة العذراء المدنّسة''، عوّد القرّاء على اختراق الممنوع أو المسكوت عنه، من حيث المواضيع المتناولة أو القضايا التي يطرحها للنقاش.
يتطرّق الروائي في ''يهودي تمنطيط الأخير''، إلى تاريخ الوجود اليهودي في الجزائر، كما يطرح للنقاش، من خلال هذا النص المتخيل، مسألة الهوية الجزائرية، التي مازالت على بساط الجدال الثقافي والسياسي إلى اليوم في الجزائر. الأمر الذي يرفضه الكاتب؛ حيث يعترف الزاوي في لقاء مع ''الخبر'' بأن الإشكال يبقى قائما، ما دامت الأيديولوجية هي المتحكمة في رؤيتنا، لمختلف العناصر المكونة لهويتنا الثقافية والحضارية. مضيفا أنه ''علينا أن نخرج من هذا الإطار الضيق إلى آفاق أرحب''، عن طريق فتح المجال للمختصين في المجال العلمي والبحثي، ليمفصلوا مكوّنات هذه الهوية، وأن نقبل ونتقبل بعدها ما لدينا. فالجزائري، حسب الزاوي، ما زال إلى اليوم، يطرح السؤال من نحن؟ مذكرا بما عرفته مقابلة مصر والجزائر من نتائج وأسئلة، طرحت في هذا السياق، هل نحن أمازيغ أم عرب أم من نحن؟
واعترف الزاوي أن المجتمع الجزائري يتمتع بتنوع ثقافي وعقائدي ثري، لكن ''هناك من يريد أن يلغي ذلك''، ليضعنا في قالب واحد، لا يجب تجاوز حدوده. رواية ''يهودي تمنطيط الأخير''، تدخل في سياق الحديث عن هذا التعدد، إذ تنقل لنا قصة عبد الكريم المغيلي القادم من تلمسان، في القرن الخامس عشر إلى منطقة ''توات''، حيث قام بتصفية اليهود، ولم يبق وفق النسق المخيالي للرواية، إلا يهودي واحد يخفي ديانته. هذا اليهودي الذي ينتسب أحد أبنائه إلى الثورة، لكنه يغتال من قبل رفقاء السلاح، بعد اكتشاف يهوديته. تطرح الرواية في هذا السياق، دور اليهود في التاريخ الجزائري، منذ قدومهم مع المسلمين، بعد سقوط غرناطة، إلى الثورة التحريرية، وكيف تعامل الجزائريون معهم، وهو طابو آخر لم يتعرض له، إلا القلة القليلة من المؤلفين في الدراسات التاريخية أو الأكاديمية، أما عن الروايات فتكاد تكون منعدمة.
كما يشتغل الزاوي على رواية أخرى، تتحدث عن إسلام الفرنسيات الثلاث في مستغانم، وهو نص يقول أنه مؤسس على السخرية، وهذا التبسيط في القيم الروحية واستغلال الدين، من كل شرائح المجتمع.
انتقد الزاوي على هامش زيارته لـ''الخبر''، الحقل الأدبي في الجزائر، الذي لم يخلق قارئ للرواية باللغة العربية، حسب قوله، عكس القارئ بالفرنسية، قائلا ''إن غياب القارئ هو أحد أسباب فشل المشروع الأدبي في الجزائر''، مضيفا إننا بصدد خلق مجتمعين ثقافيين يفتقدان للتواصل والتناسق بينهما ووصف ذلك بـ''الخطير''.
ويرى الزاوي أن التعريب في الجزائر فشل في تحقيق الحلم الذي كان يربط الجزائر بالعربية والعروبة، مرجعا السبب إلى ضعف المشرفين على العملية، والذين لم يكونوا في مستوى الثقافة العربية، بكل اختلافاتها وتياراتها، حيث غلّبوا الجانب الديني وتركوا الجانب الدنيوي. محذرا من بعض الأطراف، التي أرادت أن تستغل الوضع لخلق صراع هامشي مغلوط بعيدا عن الصراع الحقيقي بين من يريد مجتمعا معاصرا حداثيا دون التفريط بخصوصيات الجزائري ومن يعارضون

منقول:عن يومية الخبر

---

di,]d jlk'd' hgHodv