نظريات التنشئة الاجتماعية : اولا ) نظرية التحليل النفسي :- يستعرض Watson و Lindgren نظــــرية التحلـــــيل النفسي و الفريديون الجــدد لتفسير التنشئة و تفترض نظريه التحليل النفسي جهازا داخل
يستعرض Watson و Lindgren نظــــرية التحلـــــيل النفسي و الفريديون الجــدد لتفسير التنشئة و تفترض نظريه التحليل النفسي جهازا داخل الفـرد يتكون من ثلاث منظمات عرفت بالهو و الانا والانا الاعلي و يمثل الهـو مصدر الغرائز ومحــــتواه اللاشعــــوري و يسعي دائما لتحقــــــيق مبدأ اللذه و حينما يتصل الهو بالمجتمع المحـــيط او البيئه تبدأ عمــــلية تكوين الأنا و تظـــهر فاعليه الأنا عندما يـتعلم الفـــــرد كيف يتمــــكن من تحقــيق رغــــبات الهو في نطاق الظروف التي يفرضها المجتمع و البيئه بعاداته و تقاليده إلا أن الأنا لا يستطيع كبح كل الحفزات الغريزيه الخطره التي تتنافي مع هذه القــــيم وتلك التقـــــاليد
و بالتالي تأتي اوامر الوالدين و الكبار و رقابتهم علي تصرفات الطفل و سلوكــــياته
و يصـــــبح للأب مثلا اوامر و نواه كما له تشجيع و رضي و من ثم تشتق الأنا الاعلي و مع مرور الوقت مع تعلــــيمات وتوجيهات هؤلاء الكبار تصبح الأنا الاعـلي بمثابه المراقب للسلوك الذي يوجه للأنا الأوامـر و يهددها كما كاد يفـــعل الكبار و من هنا تتكون معـايير السلوك السلوك الــــتي يتمثلها الطفل و تصـــــبح جزءا مــن بنائه النفسي ويطلق علي الأنا الاعلي مصــــــطلح الضمــــير و تضـــــفي مدرسه التحــــــليل النفسي علي الام اهمــيه في ذلك الأمـــــر خـــــلال تفاعلها مع طفــلها في مواقف التغذيه و التدريب علي الاخــراج و ان كانت الصـــــيغه الفرويديه تركــــــز علي دور الام والاب وتعلن عن توحد الطفل خلال مراحل نفسجــنسيه مع احد الوالدين ومن ثم يســتدمج خصائص الوالد المتوحد معه و هنا تكــــــتمل تنشئته بنمو الأنا الاعلي 1 .
النقد الموجه لنظرية التحليل النفسي : -
يلاحظ عدم امكانية التحقق من افتراضات فرويد في نظريته للتحــــليل النفـــــسي و ان كان من ايجابياته التأكيد علي علاقه الطــــفل بوالديه و دورها في عمــــلية التنشئة 2 .
ثانيا ) نظرية التعلم في التنشئة الاجتماعية:-
قامت هذه النظريه بالنظر الي عملية التنشئة الاجتماعية بوصـفها عمليه تعـــلم في المـقام الاول ومما يؤكد علي ذلك التفســــيرات التاليه لهذه النظريه يري اصحاب هذه النظريه ان التنشــــــئه الاجتماعيه هي عمليه تعـــلم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طـــريق التفاعل الاجــــتماعي ادواره الاجــتماعـــــيه ويكــــتسب المــــعايير الاجتماعيه التي تحــــتدد هذه الادوار كما انه يكـــتسب الاتجاهات النفسيه و يتعلم كيف يسلك الحـــياه بطــــريقه اجــــتماعيه توافق علـــيها الجماعة و يرضي عنها المجتمع 3
تعتبر عمليه التنشئه الاجتماعيه بحد ذاتها عمليه تعلم لأنها تتضمن تغيرا او تعديلا في السلوك نتيجه التعرض لخبرات و ممارسات معينه و لأن مؤســــسات التنشئه الاجــــتماعيه المخـــــتلفه تستخدم اثناء عمليه التنشــئه بعض الاساليب و الوسائل المعروفه في تحقــــيق التعـلم سـواء أكان ذلك بقصد او بدون قصد كما تعد عمليه التنشــــئه الاجتماعيه في حد ذاتها عمـــــــليه تعلم لأنها تتضــــمن تغيرا ما نتيجه لخبرات معــــينه و التطــــبيع الاجتماعي في هذه النظريه هو ذلك الجانب المحدد من التعلم الذي يعني الســـــلوك الاجـــــتماعي عـند الانسان و يمكــــن النظر الي التطبيع الاجتماعي باعتباره تعـلما يســـــــهم في مقـــــدره الفرد علي القيام بأدوار اجتماعيه معينه 4 .
النقد الموجه لنظريه التعلم :-
من النقد الذي وجه الي نظريه التعلم انها لم توفق في تفسير المواقـــــف والمعايير الاجتماعـــيه و تعلم اللغه كما انه لا يمكن تفسير السلوك الانساني الاجتماعي عن طريق دراسه الأشــــكال اللأنسانيه 5 .
ثالثا ) نظرية الدور الاجتماعي :-
تتخذ هذه النظريه مفهومي المكانة الاجتماعية و الدور الاجتماعي فالفرد يجـب ان يعرف الأدوار الاجتماعيه للأخرين و لنفسه حــــتي يعرف كــــيف يســـلك و ماذا
يتوقع من غـــــيره و ما مشاعر هذا الغير ان المقصود بالمكانه الاجتماعيه وضع
الفرد فــي بناء اجتماعي يتحــــدد اجتماعيا و ترتبط به التزامات و واجبات تقابلها
حقوق وامتيازات مع ارتباط كل مكانه بنمـط من الســــلوك المــــتوقع و هو الدور
الاجتماعي الذي يتضمن الي جانب السـلوك المتوقع و معرفـــــــته مشاعر و قيما تحدده الثقافه و يكتسب الطفل ادوارا اجتماعيه عن طريق التفاعل الاجـتماعي مع
الاباء و الراشدين الذين لهم مكانه في نفسه فلابد من قدر من الارتباط العاطفي او رابطه التعلق وتعـــتبر الذات المفـــــهوم الثالث في نظريه الدور ذلك لأنه اذا كان
للطفل ان يتفاعــــل بنجاح مع غيره في مجــــــتمعه فعليه ان يعرف ماهو السلوك المتوقع منه و المصاحب للمـــكانه الاجتماعيه المختلفه ( المدرس .... الخادم ...)
وهنا لابد ان يعرف الطفل ويتعلم كيف يسلك وفقا للتوقعات وان يكـون قادراعلي
ان يحدد لنفسه و يعرف عن طريق اللغه ومراجعه النفس مااذا كان سلوكه سليما
ام لا و لا يتحقق ذلك كله الا عندما يري الطـــفل نفـــــسه علي انه موضوع ذلك
لأن نظــــرته الي ذاته علي اعتبارها موضوعا يمكـــــــــنه من مراجعه سلوكه و توجيهه كلما امكن الي الافضــل ( من وجهه نظره بالطــــبع ) وايضا الحكم علي هذا السلوك 6
و يتم اكتساب الدور عن طريق واحد او اكثر مما يأتي :-
أ ) التعليم المباشر :-
يقوم الوالدان او احدهما بتعليم طفـــلهما ضـــروره ان يتناسب سلوكه مـع سنوات
عمره او جنسه اذا كان ذكرا او انثي فيعلم الوالد الطـــــفل ان يكون متسما بالحزم
والقوه و ان يرتدي المــلابس التي لا تشبه ملابس الاناث و بنفس الاســـــلوب يتم
تعليم البنت ايضا نفس السلوك 7 .
ب ) النماذج :-
يتخذ الطفل من المحيطين به نماذج يحتذي بها كقدوه بالأضافة الي فهمه لأدوارهم
و كيفيه تفاعلهم مع بعضهم البعض : الطبيب و المريض ، المعلم و التلميذ و الاب والابن وهكـــذا و هذا ما تعكسه هذه النماذج من اتجـاهات نحو اصحـاب المكانات المختلفه 8 .
النقد الموجه لنظريه الدور :-
يؤخذ علي هذه النظرية ان مفهوم الدور لم يتحدد بصوره واضـــحه خصوصا في المجــتمعات المعـــقده واغفالها لتركيب الشخصـــــيه و خصائصها في تأديه الدور الاجتماعي و اخيرا تركــــــيزها علي الجانب الاجــــتماعي في عمــــــليه التنشئه الاجتماعيه في الوقت الذي اغفلت فيه الجوانب لا سيما الجانب النفسي 9 .
رابعا ) نظرية التبادل الاجتماعي :-
يقوم نموذج هذه النظرية علي المقـــدمة الاساسية وهي ان القوة ترتبط بالموارد و يقــصد بذلك ان القوه التي يمتلكها الوالـدان علي الابناء تبدو فـي السـنوات الاولي
من عمر الطفل حيث يكون محتاجا كليه سواء من الناحيه الماديه ام المعــنويه الي والديه و هذه المرحله من عمر الطفل توصف بأنها مرحــــله الاعتماد التام وينمو
الطـــفل واحساسه بأنه يمتلك بعض الامكـانيات تجـــعل العلاقه بينه و بين والديه تتطورالي عمـــليه مساويه و تســـــمي هذه المرحله الـتبادليه اي في مقابل طاعته
لوالديه يحصل علي اشياء يرغبها هو وهذه الاشـــياء تتغير تبعا لتغير عمر الطفل
و تتضمن النظريه التبادليه فكره المكافأه و الخساره و الجزاء ففكره المكـــافأه تبدو في شعور الســــــعاده عند الوالدين يرون ان ابناءهم يحـــــذون حذوهم ويحاولون تقليدهــم و الالتزام بقيمهم لأنهم يعتبرون انفسـهم قد نجحوا في تنشئه ابنائهم وفـق
القيم والعــادات والتقاليد السائده اما فكــــره الخساره فتتمثل عندما يرفـض الابناء اسلوب وطريقه حـــياه الوالدين وينتقدون القيم والمعايير السائده والتي يتمسك بها الوالدان محاولين تغييرها ومن هنا يشعرالوالدان بالخـساره لأنهما فشلا في تحقيق التوحد بينهما وبين ابنائهــــــما اما فكره الجــــــزاء فتعــــــني ان يكــــون الجزاء
ايجابيا عندما يكون السلوك مقبولا او قد يكون الجزاء سلبيا عندما يكون السلوك غير مقبول 10
نظرية التفاعل الرمزي :-
يرجــــع الفضل في نظرية التفاعل الرمـــــزي لكـتابات تشارلز كــــولي ( 1864
- ) وجـــــورج هـــربرت مــيد ( 1863 – 1931 ) و رايت ميلــــــز ( 1916
– 1962 )11
و هي تكشــف عن توضيح ( كيف ) تتم عمــليه التنشئه لكل من الذكـور و الاناث وتدريبهم علي اداء ادوار خاصه بالذكور و اخري بالاناث و تعتبر نظريه التفاعل الرمزي الاجـتماعي في التعلم و التعليم من اهم النظريات المعاصـــره و تري ان مقدار تحصـــــيل الطــــفل علي المعلومات و تفاعله معها انما يتوقف علي حجـم الطفل و نوعه و مستواه كما يتوقف علي نوع فكـــرته عن نفسه او علي الاصــح عن قدراته وان هذه الفكره هي نتاج تفاعــــــلات الطــــفل مع غيره في الاسره و المدرسه و المجــــتمع فأذا كانت محـــصله هذه التفاعلات سلبيه فأنها تكــــــون قد كونت لدي الطفل فكره عن نفسه بأنه غير قادر علي تعـــــلم الحــساب او اللغه او العلوم مثلا وقد يفــشل في تعلمـها استجابه او تحقيقا لهذه الفكره و تلبيه لتوقعات مكونيها تجاهه 12
-------------------------------------
1 ) زكرياالشربيني-يسريه الصادق- تنشئه الطفل وسبل الوالدين في معاملته و مواجهه مشكلاته – دار الفكر العربي - القاهره-1996ص ص 29 30 2 ) المرجع السابق - ص30 4 ) المرجع السابق- ص36 5 ) المرجع السابق – نفس الصفحه 6 ) زكرياالشربيني-يسريه الصادق-مرجع سابق-ص ص 31 32 7 ) اماني عثمان محمد عثمان-مرجع سابق-ص 37 8 ) زكرياالشربيني-يسريه الصادق-مرجع سابق-ص 32 9 ) اماني عثمان محمد عثمان-مرجع سابق-ص 38 10) محمد عبده محجوب واخرون – التنشئه الاجتماعيه دراسات انثروبولوجيه في الثقافه والشخصيه – دار المعرفه الجامعيه – الاسكندريه – 2005م – ص 46 11) فهمي سليم العزوي واخرون-المدخل الي علم الاجتماع - الطبعه العربيه الثانيه - دارالشروق - عمان 3 ) اماني عثمان محمد عثمان-علاقه المستوي التعليمي للام بأسلوبها في تنشئه اولادها-رساله ماجستيرغير منشوره- معهد الدراسات التربويه- جامعه القاهره-2004 ص ص 35 36 12)محمد عبده محجوب واخرون-مرجع سابق - ص 45