الربيع الأمازيغي أو (تافسوت إيمازيغن) كما يسمونه بالأمازيغية حدث يحمل في طياته الكثير من معاني التضحية فهو يؤرخ لانتفاضة جماهيرية شاركت في صنعها مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية بمنطقة القبايل الجزائرية
الربيع الأمازيغي أو (تافسوتإيمازيغن) كما يسمونه بالأمازيغية حدث يحمل في طياته الكثير
من معاني التضحية فهو يؤرخ لانتفاضة جماهيرية شاركت في صنعها مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية بمنطقة القبايل الجزائرية في 20 أبريل 1980 إنتفاضة جاءت كرد فعل على منع ندوة الكاتب مولود المعمري حول الأدب الأمازيغي القديم بجامعة تيزي وزو· حيث رأوا أنه لا طائل من العيش مع فقدان الذات والحرية إذا كان الهدف في العاصمة الجزائرية العمل على إماتة اللغة والثقافة الأمازيغيتين ولو أنها عللت منعها بالأسباب الأمنية· شرارة الاحتجاج امتدت إلى عموم المنطقة حيث أضربت المستشفيات والثانويات وشلت حركة المنطقة برمتها، فاقتحمت القوات فضاء المدينة وهاجمت الطلبة والعمال والموظفين فسقط أنذاك 32 قتيلا وعشرات الجرحى واقتيد العديد من المخافر والمعتقلات· إذن هكذا بدأ الربيعالأمازيغي بالجزائر· ونظرا لرمزية الذكرى ولتاريخها أهمية بالغة عند كل الأمازيغ أصبحت تقليدا سنويا يخلدها مناضلو الأمازيغية في شمال افريقيا حيث تحل هذه السنة الذكرى الخامسة والعشرين ويحتفي بها أهل المنطقة ومجموع المناطق الأمازيغية في شمال افريقيا من خلال أنشطة ثقافية ومسيرات واحتفالات موسيقية تذكر كلها بالتعجيل بتحقيق الملف المطلبي الثقافي واللغوي الأمازيغي.
القبائليون وضعوا في البداية معركتهم في الواجهة الثقافية وعلى رأس مطالبهم الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية· ثم بعد ذلك تحولت المعركة إلى الساحة السياسية من خلال تأسيس حزبين سياسين هما: حزب جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين أيت أحمد وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بزعامة الدكتور سعيد سعدي واللذين كانا ضمن تأييد ومساندة سكان القبائل ولو أن مشاركة هذا الأخير في الحكومة أنذاك رمزين (بوزارتين فقط النقل والأشغال العمومية) فقد انسحب منها أما حزب جبهة القوى الاشتراكية فقد ساند منذ البداية مطالب المتظاهرين بل إن كلماته للرئيس وحكومته كانت قاسية ولاذعة· ويؤكد أنه لا أفق سوى الاعلان عن عودة الانتقال الديمقراطي· وفي ليلة 25 فبراير 1989 ليلة أخرى من ليالي القبائل الباردة في إحدى الطرق المؤدية إلى عين دفلة على بعد مائة كلمتر عن الجزائر العاصمة وعلى إثر حادثة سير مفجعة ستفقد الأمازيغية واحدا من خيرة أبنائها، إنه المناضل مولود المعمري ليلة باردة كهذه لم تستطع أن توقف الجماهير الغفيرة من الأمازيغيين تجاوزوا يوم تأبينه 200 ألف مواطن أتوا من كل بقاع العالم كما كان وقع الصدمة قويا على كل فعاليات الحركة الأمازيغية والتي فقدت في مولود المعمري الأب الروحي والمهندس الحقيقي لملحمة الربيعالأمازيغي كما توالت الأحداث وجاء إضراب المدارس خلال السنة الدراسية 95/94 حيث عبر المتظاهرون عن رغبتهم في تعلم اللغة الأمازيغية غير أن رد السلطات أتى مناقضا للخطاب الذي يجعل من الهوية واللغة الأمازيغية ميراثا وطنيا· فتدريس الأمازيغية هم رسميا ستة عشر (16) ولاية بينما ينحصر واقعيا في بعض الولايات ولا يعتبر إجباريا إذ نقطة الأمازيغية اختيارية في الاختبارات، كما أن النظام بدأ يقدم بعض التنازلات ودستور 1996 اعترف بالأمازيغية كمكون من مكونات الهوية الوطنية مثل العربية والاسلام· لكن اللغة الأمازيغية تبقى محصورة في الجانب الثقافي· كما شكل اغتيال لوناس معتوب في 25 يونيو 1998 فرصة لعبث النضال مجددا في سبيل الأمازيغية بعد أن حرم الشباب من قائد مناضل مسموع ومحترم وهو ما شكل انفجارا اجتماعيا في مواجهة السلطات وامتد ذلك إلى الولايات المتحدة المجاورة كسطيف وبرج بوعريريج وبومرداس والجزائر العاصمة وخلف ذلك 60 ضحية بين السكان
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )