بسم الله الرحمن الرحيم قد لا تشعر بالماء إلا عندما يتكسر أمامك فوق أحد الصخور ويتناثر لتشعر ببرودته فوق وجنتيك فكثيرون منا يندفعون في حياتهم كالموج , ويستمرون في السير
بسم الله الرحمن الرحيم
قد لا تشعر بالماء إلا عندما يتكسر أمامك فوق أحد الصخور ويتناثر لتشعر ببرودته فوق وجنتيك فكثيرون منا يندفعون في حياتهم كالموج , ويستمرون في السير في نفس الاتجاه حتى تصادفهم صخرة تعوق حركتهم ...
تجبرنا الصخرة على ان نتخذ قرارات جديدة في حياتنا التي سارت , فلقد اعتدنا أن يستمر كل شيء على نفس الحال والمسار والسرعة ...
أما عندما تصادفك صخرة تجبرك على تحويل مجرى حياتك فلا تيأس بل كن ممتنا لأن فائدة الصخور من هذا النوع تجعلك تعيد النظر في حياتك و تختبر درجة صلابتك ,فلو كان خط سير حياتك ملائما وسليما وصلباً لتمكن من تجاوز هذه الصخرة بمعونة الله تعالى .
فالصخرة هي الابتلاء الحقيقي وهي تمنحك الفرصة لتحقيق أفضل النتائج ومنها تحديد المصادر الحقيقية لقدرتك على الاستمرار وتجاوز الأزمة ...هذا غير الألم والتوقف المؤقت كرد فعل طبيعي ومدى تأثيره على صلابتك أمام الصخور...
ما مدى صلابتك مع العلم أن كل إنسان ادري بنمطه و ما يحتاجه ليرتقي ويرتقي ..
شيء رائع أن نتذكر المرونة فهذه من صفات القادة الناجحين وما تعلمناه في الحياة إن الشخص الأكثر مرونة هو الأكثر تحكما في المواقف .......
وفي المواجهة بيين الصخرة والنهر يفوز النهر دائما ليس بسبب قوته ولكن بسبب مرونته !!!
ودعني أخبرك أنه قد يصل الإنسان إلى موقف يجعله يتذكر قول أفلاطون (الحياة التي لا يعاد النظر فيها لا تستحق أن تعاش) وبالتالي يعتبر الناس ثلاثة أنواع تبعا لقدرتهم على التعامل مع آثار ما بعد الاصطدام وهم كما يلي :
1 - المخترقون : وهم أولئك اللذين يركزون على الآثار الايجابية للصدمة , فلا يجدون وقتاً للبكاء أو الألم , بل يشرعون في العمل ويكثفون جهودهم ويستفيدون من نقطة الاصطدام نفسها , فيخرجون من التجربة أقوى مما كانوا ويصلون إلى أعلى مستوى مما كانوا عليه من قبل الصدمة , ولكنهم في نفس الوقت لا يبقون على نفس خط السير السابق , بل يتحولون قليلا ويصححون مسارهم السابق .
2 - المتوقفون : وهم أولئك اللذين تشلهم الآثار السلبية للاصطدام عن الاستمرار في حركة القصور الذاتي التي كانوا يسيرون عليها , فيتوقفون عن الحركة و لا يتقدمون , فيبقون عند نفس المستوى الذي حققوه خلال الصدمة و وقد تكون حالة التوقف هذه واحدة من ثلاثة :
توقف مؤقت يتبعه تقدم : ذلك الشخص يستغرق وقتا للتغلب على الآثار السلبية للاصطدام ثم يعاوده تقدم .
توقف مؤقت ثم انكسار : وهنا يكون التوقف إيذانا بمزيد من التدهور ,نتيجة فقد الشخص لثقته بنفسه .
توقف دائم : وهو يعني أن الشخص يقرر الاعتزال والاحتفاظ بما حققه حتى لحظة الاصطدام .
3 - المنكسرون : وهم أولئك الذين يرتدون إلى الخلف بفعل قوة الصدمة , فيرتدون على أعقابهم, وينحدرون إلى مستوى أدنى مما وصلوا إليه قبل الصدمة .
اقتحم الصخرة لأن الصخرة ليست إلا عائقا يمكن عبوره , وبالتالي يمكن استخدامه وأسأل نفسك أهم الأسئلة :
كيف يمكنني العبور ؟؟؟؟ وفي هذه اللحظة التفاؤلية تتحول من يأس الظلام إلى إيقاد الشموع .
وكيف يمكنني أن أستفيد من هذه الصخرة ؟وبهذا تتحول الصخرة إلى درجة تعتليها ...
مثال حيوي :
كان لحامل ماء في بلاد الهند جرتان كبيرتان معلقتان على طََرفي عصا يحملها على رقبته ، وكانت إحدى الجرتين مشققة بينما الأخرى سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت ، أما الجرة المشققة دائما ما تصل في نصف عبوتها استمر هذا الحال يومياًًً لمدة عامين ، وكانت الجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها وقد كانت الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة وبعد مرور عامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة " أنا خجلة من نفسي وأود الاعتذار منك إذ أني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا " شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة وقال في غمرة شفقته عليها " عندما نعود إلى منزل السيد أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر " وعند صعودها الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر ، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيء ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث أنها سربت نصف حمولتها واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها والذي قال بدوره " هل لاحظت وجود الأزهار فقط في جانبك من الممر وليس في جانب الجرة الأخرى ؟ ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر وعند رجوعي يوميا من النبع كُنتِ تعملين على سقيها ولمدة عامين كنت أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة ، ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل "
الدرس الأخلاقي هنا :
أنه لكل منا عيوبه الفريدة وجميعنا جرار مشققة ( تشبيه ) ، ولكن هذه الشقوق والعيوب في كل واحد فينا هي التي تجعل حياتنا مشوِّقة ومكافئة ، لذا وجب عليك أن تقبل كل شخص على ما هو عليه وانظر إلى الجانب الطيِّب فيه حيث هنالك الكثير من الطِّيب فيهم وفيك وقد بورك في الأشخاص الذين يتحَلوْن بالمرونة في التعامل لأنهم لا يضطرون لتغيير مواقفهم. تذكر أن تقدر مختلف الناس في حياتك ، أو كما أحب أن أعتقد أنــه لو لم تكن هنالك جرار مشققة في حياتنا لكانت الحياة مملة وأقل تشويقا
كيف تعيقك الصخرة؟؟؟
ذرة الرمال في عينيك تمنعك من الرؤية الحقيقية للصخرة ...المشكلة .... الأزمة ,,,المعوق ....
المتوقفون والمنكسرون لديهم أسبابا وجيهة لكنها وهمية , نعم وهمية من رغم اقتناع الآخرين بها , إلا أنها تعمل عمل الطلاء المؤقت في الجدران المشققة , حينما نوهم أنفسنا إن ما منعنا من الاختراق كان قوة الصخرة وعظم أمرها فإننا نختر لأنفسنا الانكسار أو التوقف .... فلا الصخرة ولا المشكلة يجبرونا على ذلك ولكن نحن اللذين نرضى بذلك !!
أوهام قاتله !!!
الوهم الأول : الصخرة دائمة ...وهو أول الأوهام التي يتوهمها المنكسرون والمتوقفون وهو ديمومة الأمر , وأنها ستبقى معهم إلى نهاية العمر !!فيختارون أحد الطريقين : إما أن تكون الصخرة هي نهاية عالمهم فيتوقفون , أو يهربون فيتراجعون وينكسرون .
دوام الصخرة وهو قناعة داخلية لديهم ....فإذ لم ينجحوا في تغيير هذه القناعة فإنها تترسخ لديهم ويكونوا بذلك قد بدؤا في تناول سم قاتل اسمه (قناعة ديمومة الصخرة ) .
حيث يعتريك إحساس بأن المشكلة ...الأزمة المعوق ,,دائمة ...اطرد هذا الإحساس فورا واخترق وأنت تؤكد لنفسك بابتسامة أن هذا أيضا أمر عابر قد مر عليك كثيرا , عندها سوف تجد لنفسك مخرجاً .
الوهم الثاني : شمولية الصخرة.... يقتنع المنكسرون والمتوقفون بأنهم إذا ما صادفتهم صخرة في حياتهم فهم فاشلون في حياتهم كلها وكثيرو العوائق , فإذا ما واجهوا أزمة مالية مثلاً فهذا معناه تدمير حياتهم وأن أبنائهم لن يلقوا المعاملة الطيبة ...وبالتالي سوف لا يتذكرونهم بعد موتهم وسوف يعرف الناس أنهم لم يكونوا على الصورة التي كانوا يظهرون بها أمامهم ويبدأ مغناطيس الشمولية يعمل في داخله . ويجذب له كل فشل إلى فشله فيتوقف وينكسر .
اخترق أنت لأن الصخرة ...المشكلة ...العائق ...ما هي لاتحد يتعلق بنمط معين من أنماط حياتك , ويمكنك تغيير هذا النمط بقليل من القدرة على تحديد حجم المشكلة بدقة ومعرفة أسبابها .
الوهم الثالث: السمات الشخصية .....يتوقف المنكسرون والمتوقفون عند الصخور وهم يقنعون أنفسهم أن الصخرة ظهرت في طريقهم نتيجة لأنهم يستحقونها وأن المشكلة تتجسد فيهم هم وقد يكون لكن ليس بالمبالغة!! , إذا كنت تريد الاختراق ثم توهمت إن الصخرة ظهرت في أمامك فجأة نتيجة لشخصك أنت فإن أول ما سيحدث لك هو أن ترتبك وتتساءل كيف لي أن أغير حياتي كلها , التفكير عند مواجهة الصخرة بهذه الطريقة يشل تفكيرك , فكيف ستخترق الصخرة وأنت تواصل جلد ذاتك وتوجه اللوم لها على الدوام بإحباط !!!!!!
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )