20 مليونا .. لقضاء 10 أيام بالسواحل الجزائرية ! شهدت بورصة كراء المنازل خلال فترات الصيف، ارتفاعا في السنوات الأخيرة نظرا لتهافت العائلات على قضاء عطلتها بالوطن، فضلا عن
شهدت بورصة كراء المنازل خلال فترات الصيف، ارتفاعا في السنوات الأخيرة نظرا لتهافت العائلات على قضاء عطلتها بالوطن، فضلا عن النقص الفادح في الهياكل الفندقية والمنتجعات السياحية القريبة من الساحل.
"الشروق" خلال إجرائها جولة استطلاعية ببعض البلديات الساحلية بالعاصمة على غرار عين طاية والمرسى وسطاوالي وزرالدة، وكذا عدد من الولايات الساحلية، لاسيما منها الأحياء المحاذية لشاطئ البحر لاحظت ارتفاعا كبيرا في أسعار كراء المنازل التي عرضها أصحابها لفائدة العائلات القادمة من خارج العاصمة والتي ترغب في قضاء عطلتها حيث تراوحت أسعار الكراء ما بين 6 آلاف و15 ألف دينار لليلة الواحدة، من دون احتساب التكاليف اليومية، فبمنطقة عين طاية قامت العديد من العائلات في سبيل توفير مصاريفها بكراء منازلها بمبالغ تتراوح ما بين 5 آلاف دينار وأكثر من 12 ألف دينار نظرا للطلب الذي تعرفه هذه المنطقة السياحية والتي تشهد كل موسم اصطياف تهافت العشرات من المصطافين.
ويشير سكان مناطق سياحية، في عدد من الولايات، إلى أن الكثير من العائلات لجأت إلى التوجه نحو أهاليها لاغتمام فرصة الصيف من أجل كراء منازلها ودر أرباح طائلة خلال الثلاثة أشهر.
أما بمنطقة القبائل وتحديدا بأزفون مثلا حالها حال ولايات كجيجل وسكيكدة وتموشنت ومستغانم، فإن بورصة الكراء بها لا تزال تعرف ارتفاعا لما تتميز به هذه المناطق الخلابة من هدوء وسكنية وأمان، فضلا عن جمال شواطئها ومناظرها المميزة، بعدما أضحت مقصد العشرات من العائلات، وهو ما دفع ببعض السماسرة إلى النشاط بقوة من أجل كراء أكبر عدد من المنازل، حيث تراوح سعر كراء الشقة لليلة الواحدة ما بين 4500 دينار و10000 دينار، حسب المسافة التي تربط الشقة بالشاطئ من جهة، وكذا ارتباط السعر ارتباطا وثيقا بالخدمات وتوفرالمستلزمات المنزلية الضرورية.
عرض متواضع مقابل طلب متزايد
ولاية جيجل المعروفة بهدوئها وطبيعتها المميزة، سجلت مثل عديد الولايات المنافسة لها في موسم الاصطياف، ارتفاعا قياسيا هذه السنة في أسعار الكراء بالنظر إلى التهافت الكبير والملفت للعائلات الجزائرية عليها خاصة من شرق البلاد، حيث لا يقل سعر الكراء ببعض المناطق عن 15 ألف دينار للشقة المجهزة، ما يعني أن قضاء 10 أيام فقط بها يكلف مبلغ 15 مليون سنتيم من دون احتساب مصاريف الأكل ومختلف المصاريف الأخرى.
ويرجع مواطنون تحدثت إليهم "الشروق" سبب هذا الارتفاع إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، جراء نقص الهياكل الفندقية وحتى المساحات المخصصة للكراء مقارنة بالطلب المتزايد، في ظل الرغبة الملحة لعدد كبير من العائلات الجزائرية على قضاء عطلتها الصيفية بأرض الوطن، فضلا عن تدخل السماسرة في كثير من الأحيان ما يجعلهم سببا في ارتفاع الأسعار.
وبلغة حسابية بسيطة يمكن اعتبار أن قضاء عشرة أيام بمدينة سياحية بالجزائر لا يقل عن 15 مليون سنتيم للإقامة فقط من دون احتساب التكاليف الأخرى التي غالبا ما تفوق الخمسة ملايين سنتيم على الأقل، خاصة أن بعض المناطق تشهد ارتفاع جنونيا في أسعار المواد الغذائية خلال هذه الفترة.