حالات المبتدأ من حيث التقديم والتأخير الأصل في المبتدأ التقديم في جملته، فالمبتدأ - كما عرفنا- متقدم على غيره في الرتبة ( )، فرتبة المبتدأ التصدير؛ لأنه محكوم عليه ،
حالات المبتدأ من حيث التقديم والتأخير
الأصل في المبتدأ التقديم في جملته، فالمبتدأ - كما عرفنا- متقدم على غيره في الرتبة ( )، فرتبة المبتدأ التصدير؛ لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون قبل الحكم.
غير أن هناك حالات يجب فيها تأخير المبتدأ، وأخرى يجب فيها تقديمه ، وثالثة على جواز الأمرين، ونعرض بالشرح للحالات الثلاث.
الحالة الأولى: وجوب تقديم المبتدأ على الخبر.
الحالة الثانية: وجوب تأخير المبتدأ عن الخبر.
الحالة الثالثة: جواز تقديم المبتدأ وتأخيره.
أولا: وجوب تقديم المبتدأ على الخبر.
يجب تقديم المبتدأ في سبعة مواضع :
1- أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية، وكم الخبرية.
* فمثال أسماء الشرط : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية.ومنه قوله تعالى: ( من يفعل ذلك يلق أثاما ).
* ومثال الاستفهام: من مسافر غدا ؟ ومنه قوله تعالى:( من أنصاري إلى الله )، وقوله تعالى: ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله).
* ومثال ما التعجبية: ما أجملَ الربيعِ.
* ومثال كم الخبرية: كم من كتب قرأت. ومنه قوله تعالى: ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة ).
2- أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط.
* نحو: الذي يفوزُ فله جائزة.
* ومنه قوله تعالى فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )،( فأما الزبد فيذهب جفاء )،( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ).
3- أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام.
* نحو: كراسة كم طالب صححت ؟ ونحو: ومدير أي مدرسة صافحت ؟ ونحو: عمل من أعجبك ؟
4- إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ.
* نحو: أنت تعبث بمقتنياتي ونحو: ومحمد يلعب الكرة.
* ومنه قوله تعالى: ( الله يستهزئ بهم ). وقوله تعالى: ( قل الله يهدي للحق ) وقوله تعالى: ( أو من كان ميتا فأحييناه ).
5- أن يكون مقترنا بلا الابتداء « أو ما تعرف بلام التوكيد».
* نحو: لأنت أفضل من أخيك.
* ومنه قوله تعالى:( وللدار الآخرة خير للذين يتقون )،( ولذكر الله أكبر )، ( وللآخرة خير لك من الأولى).
6- أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به.
* نحو: أبوك محمد (إن أردت الإخبار الأب). ونحو: محمد أبوك (إن أردت الإخبار عن محمد).
فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر، جاز التقديم والتأخير.
7- أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا، أو بإنما.
* نحو: ما الصدق إلا فضيلة. ونحو:وإنما أنت مهذب.
* ومنه قوله تعالى:( ما المسيح بن مريم إلا رسول )،(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )،( إنما نحن مصلحون )،(قل إنما هو إله واحد).
ثانيا:وجوب تأخير المبتدأ عن الخبر.
يجب تقديمالخبر على المبتدأ في المواضع التالية :
1- إذا كان الخبر ظرفاً أو جاراً ومجروراً والمبتدأ نكرة.
* نحو: فيَ العجلة ندامةٌ، وفي التأني سلامةٌ. ونحو: مع العسر يُسْر ، وبعد الضيق فرج.
2- إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة.
* نحو: كيف النجاة ؟ ونحو: أين الملتقى ؟
3- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على الخبر.
* نحو: للمجتهد نصيبه . ونحو:للمتقي ثوابه.
4- إذا كان الخبر مقصوراً على المبتدأ.
* إنما الجواد محمد. ونحو: ما الهادي إلا الله.
وقد يتأخر المبتدأ أحيانًا عن الخبر جوازا وذلك:
أ- للتشديد واعطاء الأولوية لمعنى الخبر: ممنوعٌ الدخول إلى الصف في وقت الإستراحة.
ب- أذا أتى قبل المبتدأ والخبر حرف استفهام أو نفي أو كان الخبر وصفًا: أسعيد أنت؟ (الهمزة: حرف استفهام, سعيد: هي خبر مقدم, أنت: ضمير مخاطب مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر).
ثالثا: جواز تقديم المبتدأ وتأخيره.
وذلك إذا خلا من موجبات تقديمه وتأخيره.
فمثال ما يجوز فيه التقديم والتأخيرقوله تعالى:{وفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}. وإعرابه: الواو عاطفة. في السماء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.رزقكم: رزق مبتدأ مؤخر، وهو مضاف وضمير المخاطبين في محل جر مضاف إليه.
ويجوز في غير الآية أن تقول: (رزقكم في السماء)، لعدم وجود الموجب للتقديم والتأخير.
* وإلى جواز تقديمه وتأخيره أشار في الخلاصة بقوله:
والأصل في الأخبار أن تؤخرا وجوزوا التقديم إلا ضررا
* * *
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )