مقال بواسطة/ إسراء حمدي، من مصر عندما يبدأ المتحدث بالإنجليزية كلغة أولى بتعلم لغاتٍ أجنبية عنه، فإنه يصنف اللغات إلى ثلاثة أقسام، سهلة ومتوسطة وصعبة، أما السهلة فهي اللغات المشابهة
لهذه الأسباب صنّفت اللغة العربية ضمن أصعب لغات العالم !
مقال بواسطة/ إسراء حمدي، من مصر
عندما يبدأ المتحدث بالإنجليزية كلغة أولى بتعلم لغاتٍ أجنبية عنه، فإنه يصنف اللغات إلى ثلاثة أقسام، سهلة ومتوسطة وصعبة، أما السهلة فهي اللغات المشابهة للإنجليزية والقريبة منها، مثل الإسبانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية والرومانية والهولندية ولغة جنوب إفريقيا واللغة النرويجية..
وفي المرتبة الثانية تأتي اللغات المتوسطة ذات الفوارق الكبيرة عن الإنجليزية، مثل الهندية والروسية والتركية والتايلاندية وغيرهم، أما قائمة أصعب اللغات فتبدأ باللغة العربية ثم اليابانية والصينية والكورية.
ولعل بعض من خاضوا تجربة تعلم اللغةالعربية اعتبروها لغة ليست مستحيلة، فهي سهلة في بعض الأحيان وصعبة في أحيانٍ أخرى، أما بعضهم الآخر فاعتبروها لغةً صعبة ومعقدة جداً! لماذا هذا الخلاف إذن؟
في مقارنةٍ بين الإنجليزية والعربية، نجد أن الإنجليزية لا تفرق بسهولة بين الجنسين في كثيرٍ من مفرداتها، فليست هناك علامات مميزة تفصل الكلمة المذكرة عن المؤنثة، أما في العربية فبسهولة جداً تتميز المفردات المؤنثة بالتاء المربوطة، كما أن إضافة الضمائر في نهاية الأفعال يسهّل جداً التفريق بين الأسلوبين المباشر وغير المباشر.
أما جمل اللغةالعربية فهي غالباً ما تحظى بالسهولة والترتيب، فهي إما اسمية من مبتدأ وخبر، أو فعلية تبدأ بالفعل ثم الفاعل فالمفعول به، أما الجمل الإنجليزية فتبدأ بالفاعل ثم الفعل ثم المفعول به.
إذن لماذا لا يستطيع المتحدثون بالإنجليزية التعامل مع اللغةالعربية بسهولة؟ ولماذا صنّفوها ضمن أصعبلغات العالم؟ هذا ما ستتم الإجابة عنه في النقاط التالية :
1- المفردات
أصعب ما في اللغةالعربية مفرداتها! فهي لغة غنية جداً بالكلمات، ومهما تعلّمت منها فلن تحصي كلماتها! كما أن الكلمة لا تقف عند معناها، لأن العربية هي أغنى لغاتالعالم بالمترادفات، فعندما تسمع كلمة ( عسل ) لا يخطر ببالك أن للعسل ثمانين اسماً في العربية! و للأسد خمسمئة! أما السيف فنصيبه من اللغةالعربية أكثر من ألف اسم!
هذا فضلاً عن المتضادات، والتثنية التي لا توجد في الإنجليزية، والجمع الذي لم يقتصر على جمع مذكر ومؤنث فقط بل كسر القواعد أيضاً بجمع التكسير الذي لا تعرفه إلا العربية!
عدد حروف اللغةالعربية ضئيلٌ جداً بالنسبة لآلاف الحروف في الصينية واليابانية! ولكن صعوبة حروف اللغةالعربية تكمن في أشكالها، في النقاط التي إن وضعت وصفت حرفاً وإن أزيلت تحوّل الحرف إلى حرفٍ آخر، في طريقة الكتابة التي جعلت للحرف شكلاً معيناً بحسب موضعه في الكلمة، كما أن هناك حروفاً يمكن وصلها في مواضع معينة وأخرى لا يمكن وصلها في نفس هذه المواضع!
كما أن العربية لا تستعين بالأحرف الساكنة إلا عند المد فقط، أما طريقة نطق الحروف فتعتمد على تشكيل الحروف، والتي تشكل مشكلة أخرى لا يتقنها إلا من درس النحو و إعراب الكلمات!
3- الثنائية اللغوية
للعرب في كلامهم صفتان، الثنائية اللغوية والازدواجية اللغوية، أما الازدواجية اللغوية فمعناها أن يتحدث الشخص لغتين مختلفتين في نفس الوقت، وهذا ما يحدث في البلاد العربية، فنحن نجمع ما بين العربية في التعاملات الاجتماعية، والإنجليزية في العمل والدراسة! ولعلنا اكتشفنا في هذا المقال أن هاتين لغتين متضادتين تماماً.. ولكننا نجمع بينهما!
أما ما نريد التحدث عنه هنا هو الثنائية اللغوية، أي أن الشخص يتحدث بلهجتين مختلفتين لنفس اللغة! لهجة فصحى وأخرى عامية، وقد يكون للبلد الواحد أكثر من لهجة! فالسعودية مثلاً تجمع بين اللهجة الخليجية في بعض مناطقها، واللهجة الحجازية في إقليمي الحجاز و تهامة، واللهجة النجدية في إقليم نجد! كما تجمع مصر أيضاً بين لهجات مختلفة، وكما تجمع بلاد الشام، وغيرهم !
وغير العرب عندما يتعلمون العربية فهم يتعلمونها بالفصحى، حتى إذا أقدموا للتحدث مع عربيّ فسيكتشفون أن العرب يتحدثون العربية بشكلها العامي وليس بالفصحى! وأن العامية تنقسم إلى عشرات اللهجات التي لا أستطيع أنا أن ألم بها! فنحن نتعلم في مدارسنا لغةً غير تلك التي نمارسها في حياتنا اليومية..
وهذا بالنسبة لبعض الناس أمرٌ جيدٌ وبالنسبة لآخرين كارثة! ولعل من أهم الأمثلة أفلام ( والت ديزني ) التي كانت في السنوات الماضية تدبلج باللهجة المصرية، أما الآن فبدؤوا بدبلجتها بالفصحى، لأنها طريقة الكلام الوحيدة التي تجمع بين العرب كلهم!
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )