عرض مشاركة واحدة
 
قديم 06-25-2018, 12:53 PM   #1
Icon44 و ماذا عن هزائمنا في “مونديالات” الحياة ؟











و ماذا عن هزائمنا في “مونديالات” الحياة ؟ salam.png






و ماذا عن هزائمنا في “مونديالات” الحياة ؟

و ماذا عن هزائمنا في “مونديالات” الحياة ؟ copa-do-mundo-1.jpg

قبل أن يحزن العربُ لخروج منتخباتهم مبكرا من منافسة كأس العالم بروسيا، ويحزّ في أنفسهم أنهم كانوا في ذيل ترتيب مختلف الأمم كروياً، ويذرف بعضُهم دموعاً حارة لخسارة مباريات لا تقدّم ولا تؤخّر، كان على العرب أن يحزنوا طويلا على هزائمهم الكثيرة والمنكرة في شتى “مونديالات” الحياة، واحتلالهم أسوأ المراكز العالمية في ميادين العلم والمعرفة والتيكنولوجيا والاقتصاد والتنمية وغيرها…

طيلة القرون الثلاثة الأخيرة، قاد الغربُ ثورة صناعية وعلمية وتيكنولوجية مذهلة غيّرت وجه العالم برمّته، وصنع بها حضارة متفرّدة فاقت ما صنعته البشرية طيلة تاريخها كلها، لكن العرب بقوا على هامش التاريخ، ولم يساهموا فيها بشيء يُذكر. وحتى بعد انحسار الاستعمار الحديث وبناء دولهم الوطنية عجزوا عن تقديم شيء، وتحوّلوا إلى عالةٍ على الأمم، وأمّة من الكسالى الذين يكتفون ببيع ريعهم النفطي ليستوردوا بثمنه غذاءهم وكساءهم ودواءهم ومختلف المنتجات التي اخترعها الغرب، وعجزوا عن إقامة اقتصاداتٍ مُنتجة تنافس حتى اقتصادات نمور آسيا الصاعدة، وتوفّر العيش الكريم لشعوبها وتمنع نزفَ أدمغتها، وفرار شبابها في قوارب الموت إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.


بعد عقودٍ من استقلالها، لم تستطع الدولُ العربية إقامة أيّ صناعات رائدة لتحقيق حاجيات سكانها ومنافسة منتجات الآخرين، لم تستطع حتى تصنيع سيارات، واكتفى بعضها بورشات تركيب ونفخ للعجلات كما يحدث في الجزائر بعد 56 سنة كاملة من الاستقلال، ولا نتحدث عن التحكّم في التيكنولوجيات المعقدة التي بلغتها دولٌ عديدة كانت إلى غاية الثمانينيات فقط تُصنَّف ضمن دول العالم الثالث. أليس هذا هو الفشل الحقيقي الذي ينبغي أن نحزن له طويلا والواقعُ المرير الذي يجب أن نسعى إلى تغييره بدل البكاء على هزائم في مباريات كروية لا تسمن ولا تغني من جوع؟

الكيان الصهيوني لا يحزن لهزائمه الكروية وهُزال منتخبه، لأنه لا يكترث بتحقيق انتصاراتٍ كروية زائفة تلهي مواطنيه بعض الوقت، بل يريد انتصارات حقيقية في المجالات العسكرية والتيكنولوجية والاقتصادية والعلمية تضمن استمرار تفوُّقه على العرب مجتمعين… قارنوا فقط بين ما ينتجه الصهاينة في مجال البحث العلمي كل سنة وما ينتجه العرب كلهم، وبين عدد الباحثين لدى الطرفين ونِسبتهم من عدد السكان، وما ينفقه كل طرف من ناتجه الخام على البحث العلمي، ومكانة الجامعات العِبرية ونظيرتها العربية في قوائم أحسن الجامعات العالمية، وما ينتجه الاحتلال في مجال الترجمة وعدد الكتب والبحوث والدوريات المتخصِّصة التي يصدرها سنويا، وعدد الكتب التي يقرأها كل صهيوني، وعدد البحوث الأكاديمية المنشورة في المجلات العالمية المحكّمة، وعدد براءات الاختراع التي يسجلها كل عام… وقارنوا كل ذلك بما ينتجه العرب مجتمعين، وستجدون أن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض.

الخطير في الأمر هو أن يتعايش العرب مع تخلّفهم في شتى مناحي الحياة وكأنّه قدرٌ محتوم، ولا يؤثر فيهم التفوُّق الصارخ للغرب عليهم وابتعاده عنهم بسنوات ضوئية، بينما يقيمون المآتم حينما يُهزمون في مباريات كروية عابرة، وصدق الإمام الأفغاني حينما قال يوما: “ضاعت رؤوسُنا ولم نحزن وغرقنا في الجدال عند فقدان النِّعال”.

و ماذا عن هزائمنا في “مونديالات” الحياة ؟ images?q=tbn:ANd9GcS

حسين لقرع // كاتب صحافي

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الروابط .. للتسجيل فضلاً اضغط هنا]


, lh`h uk i.hzlkh td “l,k]dhghj” hgpdhm ?





reputation




االموضوع الأصلي : و ماذا عن هزائمنا في “مونديالات” الحياة ؟ || الكاتب : slimane2222 || المصدر : alwahatech

 

  رد مع اقتباس